الخميس، 5 يناير 2012

أنا المفجر الحقيقي للثورة...


أنا المفجر الحقيقي للثورة..!
الجملة التي يرددها الجميع بلا إستثناء بعد نجاح الثورة..
من بعد الثورة سادت نغمة غريبة في أوساط المثقفين – وإن كنت لا أعلم تحديدا من هم المثقفون – نغمة أنا الوحيد اللي كنت بتكلم أيام ما كان مفيش حد يقدر ينطق.. طيب يا سيدي عرفنا إنك كنت بتتكلم أيام ما كنا إحنا مخروسين، السؤال بأه.. هو إحنا ليه ماكناش بنسمع عن حضرتك في الوقت ده؟!
سؤال مهم فعلا.. أسماء كتير وشخصيات كتير أول مرة نشوفها بعد نجاح الثورة وكلهم بيتكلموا عن إنهم كانوا بيهاجموا النظام وبشدة وكانوا بيكتبوا وبيلعنوا وبيشتموا لكن مفيش أي حد منهم كنا بنشوفوا فعلا اللهم إلا شخصين أو ثلاثة..
السؤال الأخطر بأه.. هو لو كانت الثورة فشلت - لا قدر الله - كنا هنشوف معاليك أو هنسمع صوتك أو كنا هنعرف إنك إنت كنت فعلا بتهاجم وبتلعن النظام السابق؟!.. كنا هنعرف إنك موجود أصلا؟؟
بس بصرف النظر يعني.. كلنا كنا بنشتم النظام القديم.. كلنا شتمنا ودعينا على مبارك ونظامه.. من أكبر واحد فينا لأصغر مولود لسه نازل من بطن أمه.. العيال كانوا وهما نازلين من بطون امهاتهم بيلعنوا اليوم اللي مسك فيه مبارك حكم مصر.. والكلام ده بشهادة دكاترة كتير على فكرة.. وإحقاقا للحق يعني.. إحنا كنا في حرية.. كان أي حد من حقه يشتم ويهاجم النظام. وقليل أوي إللي كانوا بيتمسكوا، كان في حرية رأي والكل بيقول رأيه بصراحة.. أو مش بصراحة أوي أقصد يعني كان في اللي بيهاجموا وكان في المطبلتية..
ودي كانت سياسة النظام ده.. سيبهم يهبهبو بس كانوا فاهمين غلط.. كانوا فاكرين إن الهبهبه دي هتفضل هبهبه.. محدش منهم توقع إنها هتبقى ثورة مهببه على دماغهم.. وإن كانت بردوا مش مهببه أوي يعني.. الباشا والبهوات عايشين في بورتو طره ملوك.. بصراحة أنا لما شفت الطيارة اللي نقلوه بيها بصراحة.. بصراحة يعني إتمنين إني أكون ريس مخلوع ومسجون.. ده السجن طلع حلو أوي يا ولاد..
نرجع تاني لموضوع المفجرين الحقيقيين للثورة.. وأنا أرى من وجهة نظري إن المفجر الأول للثورة هو الرئيس المخلوغ مبارك.. أيون الكلام ده حقيقي.. مبارك هو السبب الأول في الثورة.. مبارك ومراته وأولاده ونظامه الفاسد اللي عمل فجوة رهيبة بين فئات الشعب.. قصر نظرهم لما افتكروا إن طالما إنهم عايشين كويس وبينهبوا وبيسرقوا الغلابة يبقى كده تمام أوي وعال العال.. ماكانوش شايفين إن الفقرا اللي بيزداوا فقر بيزيدوا كمان.. يعني فقرا وكمان كتييير أوي.. يبقى النتيجة إيه بأه؟؟ ثورة طبعا.. إللي مش فاهم قصدي ممكن يقرا كتاب يوتوبيا للدكتور أحمد خالد توفيق.
ساعات كنت بفكر كتير في حاجة غريبة شوية.. كنت بفكر فيها من قبل قيام الثورة - وده أكبر دليل على إني المفجرة الحقيقية بأه للثورة دي - إنه تخيل لو كان مبارك وأسرته عاشوا بيحكموا مصر بما يرضي الله.. كان هيبقى ناقصهم إيه؟ هل كان ممكن مثلا في يوم من الأيام سيادة الريس مايعرفش يدفع مصاريف مدارس الولاد؟ أو مثلا كان ممكن يتأخر في دفع فواتير الموبايلات؟.. كان ممكن النت يفصل من القصر الرئاسي عشان الريس مادفعش الإشتراك؟.. تتفتكر كان ممكن الريس يدور على عقد عمل في دوله عربية عشان العيشة صعبة في مصر؟!
والله حاجة تجنن بجد.. يعني كان ممكن يعيش بما يرضي الله ويسيب الناس تعيش بجد وكان عمره ما هيموت.. لأنه لو جسده مات كان التاريخ هيخلد ذكراه زي كده (عمر بن عبد العزيز) وحكام كتير إتقوا الله في رعيتهم.. فخلدهم التاريخ.. لكن هنقول إيه بأه الطمع دايما بيودي في داهيه.. مش في داهيه أوي يعني.. ماهو لما واحد بيقول لصاحبه طنطاوي ده ماتعظش من اللي حصل لمبارك فقاله هو إيه اللي حصل لمبارك؟.. صحيح.. هو إيه إللي حصل لمبارك؟
 ..........
حد يعرف إيه اللي حصل لمبارك؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق