الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

إزازة..!


هو أنا لو قلت إني عاوزة أحب
أبقى غلطت؟..
آسفه في السؤال
عارفة إنه كلام
لو إتقال..
مابين الناس.. أكيد يكسف..
لكن دي حكمة ربنا
خلقنا كده.. نحتاج لبعض
مش باتفلسف..
طب تعرف إن الحب زي الميه في إزازة
بتحتاجها..
ولما تضيق الدنيا بيك 
بتفتحها..
ولو تفضى بتملاها..
ولو تقلت على كتافك
بترميها..
وأنا قزازتي....
ما بفتحهاش.. وزي ما هيا
تملي بتبقى ماليانه
أنا قزازتي
ببرشامها..

يا فرعون مين فرعنك!!

لما قالوا يا فرعون مين فرعنك؟
ماردش.. وخلاهم..
يشوفوا الفرعنه بعينهم
وإللي مايشوفش م الغربال..
يبقى العيب فيه..
مش الأعمى.. لأ الغربال
عمرك شفت بني آدم
ربك كرّمه ورفعه..
وهو بيهين نفسه..!
بيستعموه وبيوافق.. بدون مبدأ
بيغتصبوه وبيسامح.. بدون مافهم
إيه الداعي؟!
كرامته عمرها ما نقحت
ولا عرفت في يوم ترفض..
إهانه وظلم ومذله
مسامحه في حقها دايما
وحجتها.. إستقرار..
طب اتوكسوا..
لما تُقِرْ.. للظلم إنه..
 يستقرْ..  يبقى..
ظلمتوا نفوسكوا بإيديكوا
ياخي اتوكسوا..
كرامة نفسنا بإيدنا
ودم الشهدا في رقابنا
وطول ما فيا روح أنطق
أنا هرفض..
وطول ما فيك روح تنطق
كمان أرفض..
نهايته إيه؟؟.. هموت يعني؟
وإيه يعني!.. أموت ماشي..
مايجراشي
مادام الحق مش واصل
ومدام عسكرها حرامية
ماهيش فارقة..
أعيش فيها
ولا فارقة..
أموت واصل


الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

مذكرات طفل عاوز يفهم


(أنا إسمي نور).. وبحب جدتي أوي، جدتي أكتر حد بيحبني وبتحكيلي دايما حواديت جميلة خالص وبتبسطني..
كل يوم كنت باروح أنام معاها بالليل عشان تحكيلي.. وكان بابا دايما بيزعقلي عشان أنام في سريري.. بابا عمره ما حكالي حواديت أبدا، ولا ماما كمان..
بس أنا بحبهم بردو.. وبحب تيته أوي.. (أنا إسمي نور).. وبحب تيته جامد خالص عشان بتعملي كريم كراميل، أنا بقول لماما تعملي بس هيا مش بترضى.. ماما على طول في الشغل ولما بترجع بتعمل شغل تاني كتير أوي ومش بتلعب معايا ولا بتحكيلي حواديت ولا بتعملي كريم كراميل.. بس أنا بحبها بردو..
تيته وبابا بيتخانقوا مع بعض.. هو بيزعقلها جامد وأنا زعلان عشان أنا بحبها.. ولما بابا بيزعقلها كده أنا بكرهه وبحبها أكتر منه.. بابا على طول بيزعق لتيته وأنا لما بكون معاها لوحدي بقولها على كل حاجة، بقولها إني مش بحب بابا وإني لو شفته بيزعقلها تاني هموته بالسكينة.. هي كانت بتعيط وتقولي لأ عشان ده بابا ولازم نحبه ونحترمه.. مع إنه مش بيحبها ولا بيحترمها..
- إمشي يا ولد على أوضتك..  - بس أنا بحب تيته وعايز أنام معاها..! بيضربني وبيشدني من ودني.. ودني بتوجعني أوي وبعيط كتير.. قلتله بكرهك.. بس في سري ..ولما أكبر هموته بالسكينه.
وداد بتحب تيته بردو.. أنا كمان بحب وداد عشان بتلعب معايا ومش بتشد ودني خالص.. ولما بعمل حاجات غلط مش بتقول لحد، زي سميرة.. وكمان وداد بتذاكرلي وأنا ببقى فرحان لما وداد تذاكرلي وبعيط كتير من جوايا لما ماما بتقول لسميرة تذاكرلي عشان سميرة بتشد ودني..
(أنا إسمي نور).. وبحب تيته أوي وودني بقت بتوجعني.. وهموت سميرة هيا كمان بالسكينة.
ماما جميلة.. وطيبة.. مش قوي، هي طيبة حبه وشريرة حبه، بس أنا بحبها أكتر من بابا ومش هموتها أبدا.. بابا بيزعق لماما كمان.. بابا بيزعق لكل الناس ولما بيزعق لماما بروح أحضنها وأبوسها على عنيها عشان تبطل تنزل دموع.. بس مش بتبطل خالص.
أنا بوست زينه لما كانت بتعيط.. بوستها في عنيها عشان تبطل تنزل دموع.. زينه صاحبتي وبحبها ومش هتموت خالص.. ميس إيمان ضربتني وشدت ودني (يووووه بأه ودني بقت بتوجعني أوي) طردتني من الفصل وروحت للمدير.. زعقلي جامد وبصلي زي بابا.. أنا مش عارف هما ليه بيعملوا كده.. هو أنا عملت إيه أصلا؟!!
(أنا إسمي نور).. أنا إترفدت إسبوع من المدرسة.. زينه وحشتني أوي..
تيته كانت نايمه في أوضتها.. وبابا دخل عليها وزعقلها جامد جامد وبحلقلها كمان.. بابا بيقول كلام وحش لتيته وتيته بتقوله ماتحرقش قلبي.. بتقوله إنها مش عايزة تدعي عليه.. بابا مش بيخاف من أي حد ولا حتى من مامته.. أنا بخاف من ماما ومش بزعقلها أبدا.. وبخاف من بابا بس مش بحبه..
تيته تعبانه أوي.. راحت للدكتور مرتين.. وفي دكتور تاني جالها مرة كمان في البيت.. أنا مش بحب الدكتور عشان لما بييجي تيتة بتصرخ في الأوضه وبتعيط كتير وأنا ببقى خايف عليها.
لما بقول لبابا إني عايز أدخل معاهم لما الدكتور بيكون هنا مش بيرضى وبيزعقلي بصوت وحش وبيبحلقلي.. أنا بخاف منه وبحب تيته..
الأسبوع خلص وهرجع المدرسة تاني.. مبسوط أوي عشان زينة كانت وحشاني.. أنا مكنتش عارف هما زعلانين مني كلهم ليه في المدرسة.. بس وليد صاحبي قالي إنهم زعلانين عشان أنا بوست زينه
أنا لما بحب حد ببوسه زي ماما و تيته ووداد بردو.
أول ما دخلت الفصل استنيت زينة.. بس هي ماجتش.. زينة مش بتحبني.. زينة كانت موجودة بس قاعدة في اخر الفصل مش في مكانها جنبي.. كنت هعيط
في الفسحة لما روحت أكلمها لقيتها هي كمان زعلانه مني.. مامتها ضربتها عشان أنا بوستها وخلت ميس إيمان ترجعها ورا في اخر الفصل..
أنا مش هبوس أي حد تاني أبدا.. أنا مش بحب زينة ومش هلعب معاها تاني.. بس مش هموتها بالسكينة عشان أكيد هتوجعها.. أصلا زينة بتعيط من أي حاجة صغيرة يبقى أكيد السكينة هتوجعها جامد خالص..
(أنا إسمي نور).. أنا مش بحب المدرسة..
تيته تعبانه أوي ولازم حد ينام معاها باليل عشان لو عازت حاجة.. أنا هنام معاها.. ولو بابا شد ودني مش هعيط.. قالتلي أنام في أوضتي عشان بابا ما يزعقليش.. بس أنا نمت في حضنها.. بابا ضربني
- مش قلتلك ماتنامش هنا تاني يا كلب..
 عيطت.. الضرب ماوجعنيش بس تيته صعبانه عليا.. محدش بيحبها وكلهم عايزينها تموت.. بس تيته مش هتموت أبدا وأنا هموتهم كلهم بالسكينة.
الدكتور جالنا تاني عشان يشوف تيته.. تيته بتعمل حاجات غريبة وبتصرخ وبتشد أي حاجة جنبها لما بتبقى تعبانه.. والدكتور بطل ييجي.
لما كانوا رايحين الحفلة عملت نفسي تعبان ونايم عشان ماروحش معاهم.. مش بحب ألبس بدله وكرافته.. وماما مش بتحب ألبس الشورت البني.. ولما نزلوا روحت عند تيته في أوضتها.. تيته كانت نايمه بس صاحيه.. تيته كانت بتعيط.. قربت منها وبوست عنيها عشان تبطل تنزل دموع.. نمت في حضنها.
- روح يا حبيبي أقعد على الكرسي أحسن.. بلاش تنام جنبي عشان هعديك
- بس أنا بحبك وعايز أنام جنبك..
تيته بتعمل أصوات بتخوف.. عنيها بتبحلق أوي وشكلها يخوف.. – تيته سيبي شعري.. اااه يا راسي.. إلحقونيييي
سميرة شدت ودني ودخلتني أوضتي وقالتلي إنها هتقول لبابا إني روحت عند تيته لوحدي.. بس أنا مش خايف منه.
تيته بقت بتتعب أكتر وكل يوم بيجيلها دكتور.. بس شكله مش زي الدكتور التاني.. دكتور لبسه غريب ومعاه بخور بيخنقني.. وأنا بقالي خمس أيام ماشوفتش تيته
- ممنوع الدخول عند تيته خاااااااالص..
- بس هيا وحشاني..  كل شوية بابا يضربني.. وأنا بطلت أعيط ومش بخاف منه خاااالص.
بقالي أسبوع ما شوفتش تيته.. والدكتور إللي معاه البخور إللي بيخنقني لسه بييجي.. وتيته لسه بتصرخ لما بييجي..
(أنا إسمي نور) وبحب تيته أوي.. وبابا نفسه تيته تموت..
سميرة بتقول إن بابا ربط تيته في السرير.. سميرة كدابه.. أصلا محدش بيعمل كده في مامته.. تيته وحشتني وبقالي شهر ما شوفتهاش.
لما دخل عليّا الأوضه عملت نفسي نايم.. ولما خرج من الأوضه خرجت أنا وروحت عند تيته.. تيته كانت تعبانه أوي.. تحت عنيها أسود أوي.. تيته كانت مربوطه في السرير.. سميرة مش بتكدب
قعدت جنبها ع السرير.. أنا كنت خايف تشد شعري تاني عشان كده لبست الكاب الأزرق.. بوست إديها.. تيته طيبه خالص.. طبطبت على راسي.. خفت لتشد شعري تاني.. حاولت أفك الرباط
- بس لابوك يضربك.. – مش خايف منه..
فكيت الرباط.. بابا دخل.. سميرة قالتله.. ضربني جامد أوي.. الضرب وجعني بس مش هعيط
- أنا بكرهك.. وهموتك بالسكينة.. 
زعق لتيته وشتمها وبحلقلها.. طيب هي تيته أصلا مالها؟.. أنا إللي فكيت الرباط.. ضربني أكتر بس مش هعيط.. تيته بتعيط.. ماما يتعيط.. هو بيضربني بالحزام وأنا مش بعيط
بيشدني جامد وأنا كنت عايز أروح لماما أبوس عنيها عشان تبطل تنزل دموع.. بس هو مارضيش.
لما دخلني أوضتي معيطتش زي كل مره.. ما نمتش.. لما راح شغله روحت لتيته وبوستها ونمت في حضنها شوية.. تيته ما طبطبتش عليا.. أنا عيطت كتيييير مش عارف ليه!
الدكتور اللي من غير بخور جه تاني.. دخل عند تيته.. ولما خرج بص لبابا وهو مكشر ومشي..
كلهم بيعيطوا وبيزعقوا مع بعض.. بابا بيعيط بردو.. أول مره أشوفه بيعيط.. حسيت إني عايز أبوس عنيه عشان تبطل تنزل دموع.. بس مقدرتش.. أصلا بابا مش بيرضى يخليني أبوسه
......
(أنا إسمي نور) وبحب تيته أوي.. بس تيته ماتت....
تيته وحشتني أوي.... 

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

سيادة الرئيس..!


المكان: أحد أهم المباني في مصر(بالقرب من مطار القاهرة الدولي).
المنطقة: جمهورية مصر العربية
الزمان: 25 يناير لعام 2031
...
...
...
طرقات على الباب ... من الداخل يأتي الصوت قوياً وحازماً:
- أدخل.
- صباح الخير يا فندم .. ميعاد الدوا بتاع  حضرتك.
- حد سأل عليا؟
- لأ يا فندم.
- طيب هاتي الدوا.
- آآآه... مش عارف أعمل إيه بس، الواحد بيموت نفسه والشعب الغبي ده مش مقدر إللي إحنا بنعمله، كل يوم مظاهرات وزفت على دماغهم، مش فالحين غير بس يوقفوا حال البلد.
أجابت بإبتسامة:
- معلش يا سيادة الريس، إحنا مقدرين تعب حضرتك.
- شكرا، خدي الورق ده اكتبيه على الكمبيوتر وراجعيه كويس أوي، إتفضلي يالا على شغلك.. وأول ما علاء يوصل دخليه على طول.
- حاضر يا فندم.
...
...
...
خرجت السكرتيرة من غرفة الرئيس وانهمك هو في أعماله التي لا تنتهي.. أوراق وملفات، صفقات وطلبات... عمل يستمر طوال الوقت ولا ينتهي أبدا، حتى أن رأسه آلمه بشده ثم شعر بالغثيان وسقط مغشيا عليه.
في نفس اللحظة كان قد وصل السيد علاء ودخل مباشرة إلي غرفة أخيه ووجده مستلقيا على الأرض.. اقترب منه بسرعة وتحسس نبضه، وعندما وجده مازال على قيد الحياه خرج مسرعا ليحضر الطبيب.
.....................
بعد 25 دقيقة...
الطبيب:
- حضرتك بتضغط على نفسك أوي يا سيادة الريس.. لازم ترتاح شوية.
جمال:
- أعمل إيه يعني يا سيدي ما هو كل ده عشان خاطر البلد وياريته بيتمر فيكوا شعب (.......)
ابتسم الطبيب في خجل، في حين رد علاء:
- إحنا مقلناش ما تشتغلش يا جمال.. إحنا عارفين إن عليك مسؤليات كتير أوي لكن برضو لازم تهتم بصحتك.
نظر له جمال في غضب شديد، ثم أمر الطبيب بالخروج وبمجرد خروجه صرخ هامساً في وجه علاء:
- إنت اتجننت؟! .. مليون مره أقولك ماتقوليش جمال حاف كده قدام الناس.. إسمي الزفت الريس إنت فاكرنا لسه عيال زي زمان، ولا الشعر الأبيض ده مش مالي عينك؟
-  خلاص يا سيدي أنا آسف.. وبعدين الدكتور ده مننا وعلينا.
- مفيش حاجه اسمها مننا وعلينا.. في حاجه اسمها الأصول، أنت عمرك سمعت حد بيقول على بابا الله يرحمه أي حاجه غير سيادة الريس؟
نظر له علاء نظرات ثابته ولم يرد..
- ما ترد ساكت ليه؟!.. أنا أبويا لحد آخر يوم في عمره مكانش بيتقاله غير سيادة الريس.. حتى بعد ما صرح بأنه مش هيرشح نفسه والناس اختاروني وبقيت أنا الرئيس مش كده ولا إيه؟!.
 علاء مستمر في صمته.. بل واغرورقت عيناه بالدموع وأصبح على وشك البكاء..
- انت مش بترد عليا ليه؟ هو أنا بقول حاجه غلط؟!..
أجاب علاء في تعاطف:
- لأ يا جمال.. قصدي يا سيادة الريس.. كلامك كله صح.
استرخى جمال أكثر في مقعده ثم سأل:
- قولي صحيح هما شالوا ليه التليفزيون من أوضتي.. قصدي يعني من المكتب؟
- مممممم.. مش عارف أكيد بيتصلح؟
- نعم؟! بيتصلح؟؟.. وأنا هستنى لما التليفزيون يتصلح؟ .. أنا عايز واحد دلوقتي حالا.
توتر علاء ولم يعرف كيف يرد..
- قولي بصراحة يا علاء هما شالوا التليفزيون ليه؟.. في إيه مش عايزيني أشوفه؟
- ولا حاجه يا حبيبي.. بأه أنا هخبي عليك يعني؟!
بنفاذ صبر قال:
- قــول فـــي إيـــه يـــا عــــلاء؟
- أ..أصل النهارده 25 يناير.
- وبعدين؟
- والناس عامليــ...
- أوع تقولي إحتفالات.
- الحقيقة هما عاملين إحتفال بالثورة.. ثورة 25 يناير بتاعت سنة 2011
بمنتهى القوة والتحدي سأل:
- والتليفزيون الحكومي كمان بيحتفل؟
- أ..أيوه، مانت عارف إن التليفزيون كله بأه واحد مفيش فرق بين حكومي و خاص.. بعد الثورة التليفزيون بقى بتاع الشارع والناس. 
قام جمال من مجلسه ثم ذرع الغرفة جيئةً وذهاباً وهو يردد: شعب غوغائي غبي.. وثورة الزفت 25 يناير.. أنا مش فاهم هما فارحانين ليه بالـ...... الثورة دي.. خلاص نسيوا أنا عملت لهم إيه.
ثم بدأ يصرخ:
- الشحاتين إللي كانوا أموات وأنا حيتهم.. اللي عمرهم ما داقوا لقمة نضيفة ولا حتى سمعوا عنها،أنا إللي عملتهم.. من غيري كانوا هيفضلوا شعب جاهل وبلد متخلف.. نسوا مشاريعي التنموية!.. نسوا مشروع القاهرة 2050 ومشروع الألف قرية.. وبعد كده يحتفلوا بالثورة.. ثورة إيه وهباب إيه؟!!!!
أنا لازم أعمل مؤتمر صحفي أتكلم فيه معاهم عشان أعرفهم قيمتهم وأفهمهم إنهم من غيري ولا حاجه.. والله مش ناقص غير شويه العيال بتوع الفيس بوك دول يغيروا التاريخ ويقلبوه على دماغنا ويعملوا في مصر عيد قومي جديد... ما يعملوا أحسن مظاهرات ويطالبوا إني أسيب الحكم..!
حاول علاء تهدئته: -"إهدى يا جمال"
إلا أنه ظل يصرخ.. ويصرخ.. اقترب منه علاء ليمسك به حتى لا يؤذي نفسه لكنه دفعه بقوة ليبعده عنه:
- "سيبني.. وماتقوليش أهدى.. مش ههدى.. أنا مش مجنون، أنا الرئيس وكلهم خدامين عندي" .... ثم بدأ في تحطيم كل ما يراه أمامه..!
خرج علاء بسرعه ليحضر الطبيب ..... جاء الطبيب ومعه مساعديه، قام المساعدين بتقييد جمال وأخدوه خارج الغرفة..
- أنتوا بتكتفوني ليه؟ إنتوا إتجننتوا؟ .. والله لوديكوا في داهية يا ولاد الـ (........)، نزل إيدك يا زفت إنت وهو من علياااا
هتف علاء بصوت مرتفع:
- ماتخافش يا جمال هتبقى كويس إن شاء الله.
- ماتقولشش جمال.. قولتلك مليون مرة أنا ســـيـــادة الريـــــس.
.....................
خرج علاء من الغرفة وعيناه لم تفارق أخيه وهو مقيد بين يدي الأطباء.. وأخذ الطبيب ومساعديه جمال إلى غرفة خاصة للعلاج بالصدمات الكهربائية، ومن ثم أغلق علاء الباب بإحكام ثم أخرج منديله لكي ينفض التراب عن اللوحة المعلقة على الباب والتي كان يطلب منه جمال دوما تنظيفها...
خرج علاء من المستشفى (مستشفى الأمراض النفسية والعصبية) ووجهه غارق بالدموع، يبكي على الحال الذي وصل إليه أخيه برغم يقينه بأن المتسبب الأول في ذلك لم يكن سوى جمال نفسه.
........................
أما عن  تلك اللوحه فلقد كتب عليها..... (غرفة سيادة الرئيس جمال الدين محمد حسني مبارك)

أممكن؟


بعين متوسلة و راجيه سألته:
-أممكن؟!!
نظر لي ولم يجب
أطرقت برأسي إلى الأرض في أسف
و ابتعدنا .. انتظرنا ...
و مرت ساعات ... أيام ... شهور ...
بل مرت سنين ...
وعدنا إلى نفس المكان ...
و تكررت نفس المشاهد ...
تكررت نفس الوجوه ...
و تكررت مشاعري ...
.. أعدت النظر إليه ... لم يهتم
سألته بلطف:
- هل تذكر يومنا القديم ... في نفس المكان
أشار برأسه أن نعم
- و هل تذكر سؤالي ؟
- نعم
- و ماذا بعد
حازماً أجاب:
- لا
ابتلعت رفضة في صمت ..
في حنق .. في غضب ..
و قررت أني لم أعد طفلة
لن يتحكم في قراراتي
و سأفعلها
............
و مرت الأيام و جاءت فرصتي
فرصة التحرر والخلاص
و لن تفلت مني
بهدوء تسللت ... و أنا ألعن طفولتي
تسللت و كلي تحدي و إصرار ... غير عابئة بالظلمة
تسللت و قد قررت أن أكون صاحبة قراري
البرد قارس ... الظلام دامس
وصوت السكون يزيد من فزعي
أشعر بالغربة خارج سجني ... و لكن لن أستسلم
سأخوض معركتي حتى النهاية
للحظات كنت أشعر أني سأتراجع
و أخرى لم يكن هناك من هو أكثر مني قوة
إلى أن أشرقت شمس يومي الجديد
شمس يوم انطلاقي .... يوم وفاة طفولتي
جموع  البشر أتت من هنا و هناك ... لتحتفل معي
و رأيته ... و قد جاء جاراً عربتة الصغيرة
سعيد متفاخر بإجتماع الناس علية                                                                 
سيارات فارهه .. و فقراء شحاذون
الجميع في انتظاره ...
ببطء اقتربت منه
متلهفة إلى تجربة جديدة .. سألت:
- أممكن؟!
و في غضون ثواني .... ودون أن ينظر إليّ
كانت هناك  لفافة بين يدي
و بجدية شديدة صاح :
- اتنين جنية يا أمورة
أعطيتة مطلبه و اتجهت إلى جانب الطريق
و شرعت في إلتهام شطائر الفول و الفلافل
لم أبالي بهمهمات الناس .. لم أبالي بالنظرات المتعجبة
نظرات مرتادي العربة
غمغمت بصوت مسموع و أنا ألعق شفتي السفلى :
- لمَ أحرم من تلك المتعة  وقد تجاوزت إحدى و عشرون عاماَ  .....