بعين متوسلة و راجيه سألته:
-أممكن؟!!
نظر لي ولم يجب
أطرقت برأسي إلى الأرض في أسف
و ابتعدنا .. انتظرنا ...
و مرت ساعات ... أيام ... شهور ...
بل مرت سنين ...
وعدنا إلى نفس المكان ...
و تكررت نفس المشاهد ...
تكررت نفس الوجوه ...
و تكررت مشاعري ...
.. أعدت النظر إليه ... لم يهتم
سألته بلطف:
- هل تذكر يومنا القديم ... في نفس المكان
أشار برأسه أن نعم
- و هل تذكر سؤالي ؟
- نعم
- و ماذا بعد
حازماً أجاب:
- لا
ابتلعت رفضة في صمت ..
في حنق .. في غضب ..
و قررت أني لم أعد طفلة
لن يتحكم في قراراتي
و سأفعلها
............
و مرت الأيام و جاءت فرصتي
فرصة التحرر والخلاص
و لن تفلت مني
بهدوء تسللت ... و أنا ألعن طفولتي
تسللت و كلي تحدي و إصرار ... غير عابئة بالظلمة
تسللت و قد قررت أن أكون صاحبة قراري
البرد قارس ... الظلام دامس
وصوت السكون يزيد من فزعي
أشعر بالغربة خارج سجني ... و لكن لن أستسلم
سأخوض معركتي حتى النهاية
للحظات كنت أشعر أني سأتراجع
و أخرى لم يكن هناك من هو أكثر مني قوة
إلى أن أشرقت شمس يومي الجديد
شمس يوم انطلاقي .... يوم وفاة طفولتي
جموع البشر أتت من هنا و هناك ... لتحتفل معي
و رأيته ... و قد جاء جاراً عربتة الصغيرة
سعيد متفاخر بإجتماع الناس علية
سيارات فارهه .. و فقراء شحاذون
الجميع في انتظاره ...
ببطء اقتربت منه
متلهفة إلى تجربة جديدة .. سألت:
- أممكن؟!
و في غضون ثواني .... ودون أن ينظر إليّ
كانت هناك لفافة بين يدي
و بجدية شديدة صاح :
- اتنين جنية يا أمورة
أعطيتة مطلبه و اتجهت إلى جانب الطريق
و شرعت في إلتهام شطائر الفول و الفلافل
لم أبالي بهمهمات الناس .. لم أبالي بالنظرات المتعجبة
نظرات مرتادي العربة
غمغمت بصوت مسموع و أنا ألعق شفتي السفلى :
- لمَ أحرم من تلك المتعة وقد تجاوزت إحدى و عشرون عاماَ .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق