الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

متى؟!

تعد كوب الشاي (المتين).. وبخطوات متثاقلة تتجه إلى ذلك الصندوق الذهبي الثمين الذي يحتوي على أنواع مختلفة وقيمة من البسكويت والبيتيفور وما إلى ذلك.. فتلتقط بعضا منها في وريقه صغيرة معتقداً – ويالك من ساذج – أنك بذلك لن تحمل أغراضاً كثيرة..
تذهب إلى مكانك المفضل (غرفة النوم) تُغلق ذلك النور العملاق الساطع، وتشعل أباجورتك الصغيرة المفضلة.. مستمتعاً بشعاع النور الخافت المحبب إلى نفسك..
تستلقي على السرير وتضع الوسادة أمامك وتشرع في التفكير والكتابة.. وما هي إلا ثواني وتشعر بتلك البسكويتة الحائرة تغازلك.. تلك البسكويته تناديك.. ورائحة الشاي تفر من الفنجان وتخترق نفسك وعقلك، تقرر أنك ستتناولهما أثناء الكتابة.. ولكن، تكتشف أنهما أقوى منك وأنك غير قادر على ذلك.. تُنحي الورقة والقلم جانباً وتبدأ في إلتهام البسكويت في نهم وشراهه.. ثم متلهفاً ترشف رشفات متتالية من الكوب متلذذاً بالشاي الدافئ وهو يمر بين أحشائك ليعطيها مزيداً من الدفء والأمان..
ولا تبدأ لحظات إبداعك إلا بعد إنتهائك من محتويات الكوب والوريقة .. حينها فقط يأتي ذلك الضيف ثقيل الظل.. الضيف الذي ياتي دوماً من دون ميعاد.. وذلك حين يغالبك النعاس ويسلبك أفكارك.. حين تشعر بعينيك ثقيلتين جداً.. اثقل من أن تستطيع حملهما..
فتكوم الوريقة وتضعها في الكوب وتزيحه جانباً وتضع أوراقك بجانبه وتقرر - بحزن- أنك ستكمل إبداعاتك - التي لا يهتم بها احد سواك - غداً، وذلك إذا بقيت على قيد الحياة...  
حزيناً.. بائساً.. خاجلاً.. تستلقي تحت الأغطيه وأنت تتساءل - في أسى - متى... متى... متى سيأتي اليوم الذي أكمل فيه ما بدأته؟!

هناك تعليق واحد:

  1. جدآ جميل رائع الوصف استمتعت بقراءه اعجبني بكل صراحه ................ رائعه مدونتك استمري

    ردحذف