أحب الجملة الإعتراضية جداً .. نعم الجملة الإعتراضية .. أرى نظرات التعجب وعدم الفهم .. بل أسمع صوت ضحكات مكتومة، حسناً،هذا لن يقلل من حبي للجملة الإعتراضية..
والجملة الإعتراضية - لمن لا يعرف - هي تلك الجملة التي تكون بين شرطتين وإذا تم حذفها من الجملة لا يختل المعنى.
لا أعرف لما كل هذا الحب - الذي وصل إلى حد العشق- برغم أنني أعتقد أنها من أكثر الجمل سلبية، فهي ليست جملة توكيد -على سبيل المثال- أو جملة نفي ..بمعنى أخر أن الجملة الإعتراضية جملة ليس لها شخصية - لو كان للجمل شخصية - ولكني مع ذلك أحبها..
بداية معرفتي بالجملة الإعتراضية كان في الصف الخامس - إن لم تخني الذاكرة- في مادة القواعد .. أي قواعد اللغة العربية، وأستخدمت كلمة قواعد وليس نحو لأنني لم أدرس في مصر ولكن في بلد عربي شقيق حيث كان الإهتمام باللغة أكبر - ظننت هذا واضحاً- ومنذ هذه اللحظة بدأت مشاعر الحب لهذه الجملة تغزو قلبي الصغير .. وكنت أشعر بسعادة بالغة عندما أقرأ الجملة الإعتراضية ثم أضع يدي عليها لأخفيها وأعيد القراءة فلا يختل المعنى .. أذكر كم كنت أبتسم .. بل كنت أضحك كثيراً بسببها كنت أشعر أن بها نوع من السحر - ومازال هذا الإحساس مستمراً- .. أذكر اليوم الذي أخذنا فيه درس الجملة الإعتراضية، بعدها ذهبت إلى والدي كأنني أكتشفت كنز الكنوز - وكأنه لم يكن يعرف بالأمر- ذهبت لأخبره : "الجملة الإعتراضية لو أخفيتها بيدك وأعدت القراءة لن تفقد الجملة معناها..!"ولكني تعجبت عندما تجاهلني والدي كأن الأمر ليس بهام.. بعد ذلك اكتشفت أن الجميع كان يعرف الجملة الإعتراضية - بدون علمي - منذ زمن سحييق ..... منذ.. منذ إكتشاف اللغة العربية. ومع ذلك مازالت لها مكانه كبيرة في قلبي أكثر من أي جملة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق